All Writings
أبريل 4, 2013

الحصار الإيديولوجي المفروض ذاتيّا ً

لمحة موجزة: أكثر النواحي المحيّرة في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني هو بقاءه – بعد 65 عاما ً من العنف المتبادل والعداء والمعاناة – بدون حلّ حتى بعد الإتضاح بأن التعايش بين الشعبين أمرٌُ محتوم وحلّ الدولتين يبقى الخيار الوحيد القابل للحياة. وبالرغم من أنّ هناك العديد من القضايا المثيرة للنزاع التي يجب أن تُعالج بشكل ٍ خاصّ, غير أن البعد السيكولوجي (النفسي) للصراع هو الذي يؤثّر مباشرة ً على كلّ قضيّة متنازع ٍ عليها ويزيد من صعوبة حلّ الصّراع. ولتخفيف حدّة الصّراع, يجب علينا أوّلا ً إلقاء نظرة داخل العناصر التي تغذي البعد السيكولوجي ومعرفة كيفيّة تلطيفها كمتطلبات أساسيّة لإيجاد حلّ. وهذه هي المقالة السادسة والأخيرة من ست مقالات حول الموضوع.

يتّضح وبشدّة من نظرة سريعة للإيديولوجيّات الجوهريّة للإسرائيليين اللذين ينتمون لأحزاب يمين الوسط وللفلسطينيين المتطرفين بأنّه بالرغم من التغييرات الجذريّة على السّاحة السياسيّة منذ عام 1948, فقد بقي الطرفان مُحاصرين إيديولوجيّا ً, الأمر الذي يزيد من تعقيد حلّ الصّراع. وبما أنّ الإسرائيليين والفلسطينيين يعلمون جيّدا ً بأنه لا مفرّ من التعايش بينهما تحت أي سيناريو, فالسؤال هو كم من الوقت سيمرّ حتّى يتمكّن الطرفان من تعديل انتمائهما الإيديولوجي للتوصّل لحلّ سياسي يفي بمطالباتهما بنفس الأرض.

إنّ التناقض ما بين إسرائيل والفلسطينيين فيما يتعلّق ب “أرض إسرائيل” كما يعرّفها الإسرائيليّون المنتمون لأحزاب يمين الوسط أو “فلسطين” كما يعرّفها الإسلاميّون الفلسطينيّون واضح بشدة في برامج الليكود وحماس السياسيّة. ينصّ برنامج الليكود السياسي على أنّ “التجمّعات اليهوديّة في يهودا والسامرة وغزّة هي تحقيق للقيم الصهيونيّة… فالإستيطان في الأرض هو تعبير واضح لحقّ الشعب اليهودي على أرض إسرائيل ويشكّل ركنا ً مهمّا ً في الدّفاع عن المصالح الحيويّة لدولة إسرائيل. وسيستمرّ الليكود في تقوية وتنمية هذه التجمعات وسيمنع تفكيكها”.

ويؤكّد البرنامج السياسي لحماس على أنّ “فلسطين أرض عربيّة وإسلاميّة, والفلسطينيّون أمّة واحدة بصرف النّظر عن موقعهم, والشعب الفلسطيني ما يزال في عمليّة التحرّر الوطني وله الحقّ في استخدام كلّ الوسائل, بما في ذلك الكفاح المسلّح, لتحقيق هذا الهدف”.

ويعني الإصرار على هذه المبادىء البقاء في طريق سياسيّة مسدودة, حيث لا يستطيع أيّ من الطرفين إجبار الطرف الآخر بأية وسيلة على التنازل عن مطالبته بنفس الأرض دون حدوث كارثة. والسؤال هو: هل بإمكانهما تعديل مواقفهما الإيديولوجيّة دون التخلّي عن معتقداتهما الأساسيّة ؟ غالبا ً ما تعني الإيديولوجيّة حسب تعريف ايغلتون (راجع: ايغلتون, الإيديولوجيّة, طبعة 1991, الصفحة 2) على أنها “العمليّة التي تتحوّل من خلالها الحياة الإجتماعيّة إلى واقع طبيعي”. وعليه تصبح الإيديولوجيّة “الوسط الذي لا غنىً عنه ويمارس فيه الأفراد علاقاتهم لنظام اجتماعي”.

هناك في كلتا الحالتين جهود متناسقة وثابتة يقوم بها المتعصّبون الإسرائيليّون والمتطرفون الفلسطينيّون لشرعنة ايديولوجياتهم بتبني استراتيجيّة مختلفة. وقد أشار تيري ايغلتون في كتابه المذكور إلى ذلك حين كتب يقول:” قد تتمكّن قوّة مسيطرة من أن تضفي على نفسها الشرعيّة بتعزيز معتقدات وقيم (أي ايديولوجيّة) متجانسة معها, وتطبيع وتعميم هذه المعتقدات بحيث تجعلها شيء بديهي وظاهريّاً محتومة وتقوم بتشويه الأفكار التي من الممكن أن تتحداها أو تنافسها وتستبعد أشكال المنافسة الفكريّة …والتعتيم على الواقع الإجتماعي بأساليب مناسبة لها” (طبعة 1991, صفحة 5).

ولذا, ولنتمكن من فهم عمق المواقف المتناقضة للإسرائيليين والفلسطينيين, علينا أن نلقي نظرة موجزة على تطوّر الصّراع منذ بدايته. لقد سعت الجالية اليهوديّة في مطلع القرن العشرين إلى إقامة دولة ٍ خاصّة بها, وقد مُنحت هذه الدولة لها لاحقا ً من قبل الأمم المتحدة بموجب خارطة التقسيم عام 1947, مضفية بذلك الشرعيّة على الإيديولوجيّة الصهيونيّة لإقامة وطن يهودي في الأرض التوراتيّة القديمة. رفض الفلسطينيّون خارطة التقسيم مع بقيّة الدول العربيّة التي شنّت حربا ً على الدولة الحديثة الولادة, الأمر الذي أدّى إلى خسارة المزيد من الأراضي ونزوح مئات الآلاف من اللآجئين الفلسطينيين. وبالرغم من أنّ منظمة التحرير الفلسطينيّة التي كانت تقود الحركة الثوريّة الفلسطينيّة وإسرائيل قد اعترفتا ببعضهما البعض بموجب اتفاقيّات أوسلو في عام 1993, غير أنّ حماس (التي تأسست في عام 1987 على الأرجح نتيجة 20 عاما ً من الإحتلال) ما زالت مستمرّة في رفض وجود إسرائيل.

عرضت إسرائيل مباشرة بعد حرب عام 1967 إعادة جميع المناطق المحتلّة باستثناء القدس الشرقيّة, غير أنّ جامعة الدول العربيّة رفضت هذا العرض. ففي اجتماعها في الخرطوم عاصمة السودان في نفس العام أعلنت القمّة العربيّة لاءاتها الثلاثة المشهورة وهي: لا سلام, لا اعتراف ولا مفاوضات مع إسرائيل. اعتبر الإسرائيليّون هذا الردّ بمثابة رفض ٍ واضح لوجود إسرائيل من قبل الدّول العربيّة رغم استعداد إسرائيل التخلّي عن المناطق المحتلّة, الأمر الذي ما زال الإسرائيليّون يتذكرونه جيّدا ً.

تحرّك بعد ذلك الجانبان للعمل كلّ حسب معتقداته الإيديولوجيّة. أخذ الإسرائيليّون يعملون بثبات ٍ وإصرار على تنفيذ سياسات الإستيطان, والفلسطينيّون – وبالأخصّ حماس – تمسّكوا بمقاومتهم المسلّحة. وقد عمّقت المواجهات العنيفة المتواصلة, وبالأخصّ الإنتفاضة الثانية والردّ الإسرائيلي العنيف على الهجمات الإرهابيّة الفلسطينيّة, الفجوة بين الطرفين وزادت من حدّة عدم الثقة المتبادل بينهما.

ساهمت الفصائليّة السياسيّة والتشرذم الإيديولوجي في كلا المعسكرين في زيادة صعوبة حلّ الصّراع. فمنذ إنشاء دولة إسرائيل تكاثرت الأحزاب السياسيّة فيها حتّى تجاوزت العشرين حزبا ً سياسيّا ً. ونتيجة لذلك, أصبحت جميع حكومات إسرائيل تعتمد على الإئتلافات الحزبيّة التي كانت وما زالت تتألّف عادة ً من عدّة أحزاب ٍ متنافسة أو متصارعة ولا يجمعها إلاّ القليل من الوفاق حول كيفيّة التعامل مع المشكل الفلسطيني وحسم مسألة المناطق المحتلّة. وفي الإنتخابات الأخيرة اجتاز (12) حزبا ً الحدّ المقرّر للحسم وهو 2 % على الأقلّ من مجموع أصوات الناخبين وهؤلاء ممثلون حاليّا ً في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست).

وبالرغم من أنها خرجت ضعيفة نسبيّا ً في الإنتخابات الأخيرة, غير أنّ أحزاب يمين الوسط ما زالت تمثّل حوالي نصف الناخبين الإسرائيليين وتتمتّع بنفوذ ٍ كبير في سياسة الإستيطان. وما بدأ ببناء بعض المستوطنات لحماية القدس قد أصبح الآن من أهمّ المشاريع الإسرائيليّة الذي أضحى متأصّلا ً في عقيدة ٍ تقول بأن “أرض إسرائيل” هي أرض اليهود التاريخيّة. وقد أصبحت حركة المستوطنين من أقوى الحركات الصهيونيّة وتتمتّع الآن بنفوذ ٍ هائل على أيّة حكومة إسرائيليّة, بصرف النظر عن توجهاتها الإيديولوجيّة.

وبالنسبة للفلسطينيين, فقد استحال التشرذم الفصائلي عليهم أن يتكلّموا بصوت ٍ واحد. ولكن بعد اتفاقيّات أوسلو عام 1993 بدأت أغلبيّة متنامية من الفلسطينيين تدرك بأن عليهم ايجاد طريقة للتعايش مع إسرائيل, وقد أصبح هذا النهج فيما بعد السياسة الرسميّة للسلطة الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة. أمّا حماس التي تسيطر على قطاع غزّة, فهي مستمرّة في النضال من أجل ايجاد طريقة للتسليم بحقيقة إسرائيل. ولكن مع هذا كلّه, وبالرغم من النظرة الواقعيّة العمليّة لكلا الطرفين تجاه الطرف الآخر, تستمرّ نسبة هامّة من الإسرائيليين والفلسطينيين في رفض الطرف الآخر على أسس ايديولوجيّة ودينيّة وسياسيّة.

والسؤال هنا كيف نتمكّن من التوفيق ما بين الروح الإيديولوجيّة وحقائق معيّنة غير قابلة للإلغاء على أرض الواقع والتي تشكّل بمجملها التعايش الإسرائيلي – الفلسطيني ومطالبة كلّ منهما بنفس الأرض. وهنا يبيّن لنا التاريخ والتجارب بأنّه مهما كانت العقيدة عميقة وراسخة, لا يمكن الإبقاء عليها إن لم تتضمّن هذه العقيدة العدالة والمساواة وحقوق الإنسان كمبادىء أساسيّة لها. ولذا, لا مفرّ من التغيير الإيديولوجي بسبب الحقائق التالية:

الفشل المحتوم:

بالرّغم من نجاح أحزاب يمين الوسط في اسرائيل واستمرار مقاومة حماس, سيدرك الطرفان بأن الفشل وشيك. زيف الموقف الإسرائيلي في المساعدة على شرعنة نظام سياسي مسيطر والوهم المفيد أو الضّروري اجتماعيّا ًُ سيعطيان عكس النتائج المرجوّة. وبالفعل, هناك حالات وأوضاع معيّنة على أرض الواقع لا يستطيع أيّ من الطرفين تغييرها, وبالأخصّ التعايش بينهما. فبالرغم من الإختلاف الإيديولوجي بينهما, فإن مصيرهما مرتبط ارتباطا ً وثيقا ً مع بعضهما البعض وعليهما الإختيار ما بين المصالحة أو التدمير الذاتي.

تغيّر الرياح السياسيّة:

يدلّ تغيّر المعطيات السياسيّة ما بين الإسرائيليين أنفسهم والفلسطينيين أنفسهم أيضا ً بأن كلا المعسكرين يمرّان بمرحلة تغيير ايديولوجي تدريجي. فقد توصّلت حركة فتح إلى نتيجة أنّ العنف كوسيلة لتحقيق أهداف سياسيّة قد فشل وأصبحت الحركة تركّز على حلّ بوسائل سلميّة. أمّا حماس فقد تبنّت نهجا ً بمسارين. لقد بدأت من ناحية بالإشارة إلى استعدادها لإقامة دولة فلسطينيّة على أساس حدود عام 1967 بشرط أن تكون هناك هدنة بينها وبين إسرائيل, أي حالة لا حرب ولا سلم, مع احتفاظ الحركة بخيار الكفاح المسلّح الموجّه بالدرجة الأولى للإستهلاك المحلّي.

كبح التحوّل نحو اليمين:

لقد كشفت الإنتخابات الأخيرة في إسرائيل بأنه لم يعد هناك تحوّل أكثر نحو اليمين, لا بل تحوّلت في الواقع شريحة مهمّة من المجتمع الإسرائيلي باتجاه يسار الوسط الذي ينادي بنهاية الصّراع مع الفلسطينيين. وفي حين تبقى المواقف الإيديولوجيّة المتشدّدة بدون تغيير وكذلك التشويه المنهجي في الرّبط (مثلا ً فيما يتعلّق بقضيّة الأمن القومي وربطه بالحدود النهائيّة لدولة إسرائيل), قد تبطىء الخارطة السياسيّة الجديدة هجمة الإستيطان وذلك نتيجة القوّة المتنامية لمجموعة الناخبين التي ترفض الوضع الراهن.

العامل الديمغرافي:

تواجه إسرائيل – نتيجة النسب الديمغرافيّة المتغيّرة بسرعة لصالح الفلسطينيين – خطرا ً محدقا ً بفقد أغلبيتها اليهوديّة. وعاجلا ً قبل آجلا ً, على إسرائيل أن تختار ما بين الديمقراطيّة الحقيقيّة بأغلبيّة يهوديّة ثابتة ومتينة وبين ديمقراطيّة بالإسم فقط, لأن التمييز ضدّ الفلسطينيين يصبح أداة ضروريّة للحفاظ على السيطرة اليهوديّة. فإذا رفضت إسرائيل التخلّي عن معظم الضفّة الغربيّة, لن يكون مصيرها سوى أن تصبح دولة أبارتهايد تحصد المزيد من اللوم والإدانة والعقوبات الدوليّة.

إخفاق الكفاح المسلّح:

ما لم يتمّ التوصّل لاتفاقيّة يتمّ التفاوض حولها مع إسرائيل, لن يزحزح إسرائيل من موقعها الحالي أي كفاح ٍ مسلّح. لقد تطوّرت العمليّة السلميّة على أية حال إلى مرحلة تخلّت فيها السلطة الفلسطينيّة عن الكفاح المسلّح والتجأت بدلا ً من ذلك للإجراءات أحاديّة الجانب معتقدة بأنها الطريقة الوحيدة للسير قدما ً بهدفها وإجبار إسرائيل على ذلك. وقد نجح الفلسطينيّون بالفعل في مساعيهم للرّفع من مكانتهم الدبلماسيّة الدوليّة إلى مرتبة “دولة عضو مراقب بدون حقّ التصويت” في الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة. وحماس, بالرّغم من أنّها تتحدّى بين الحين والآخر إسرائيل باستخدام القوّة, تدرك هي الأخرى بأنّ الكفاح المسلّح قد أدّى دوره ولم يعد مجديا ً في الوقت الحاضر.

لا مكاسب بل مزيدا ً من التعرّض للضرر:

في صراع الإيديولوجيّات تصل إلى نقطة لا يحقّق فيها أيّ من الطرفين مكاسب بل مزيدا ً من الضّعف والتعرّض للخطر. لقد أصبحت إسرائيل منعزلة ً أكثر من أيّ وقت ٍ مضى والفلسطينيّون يرون أراضيهم – التي ينوون أن يقيموا عليها دولتهم المستقبليّة – تُغتصب يوما ً بعد يوم لبناء المزيد من المستوطنات. ويبدو مستقبل كلا الجانبين قاتما ً والوضع مستمرّ في التردّي. وستكون إسرائيل على المدى البعيد – في نهاية المطاف – على الجانب الخاسر لأنّ القضيّة الفلسطينيّة ستستمرّ في حشد الدّعم الدولي الهائل.

احتمال حدوث انفجار عنيف:

مع وجود وضع ٍ “يغلي على نار ٍ هادئة” والإحباط المتنامي حول المأزق الحالي, قد يصبح لا مفرّ من حدوث هزّة عنيفة. وبالرغم من الإيديولوجيّات المختلفة, يقترب المواطن الفلسطيني العادي أكثر فأكثر من تحدّي الإحتلال. وبالرغم من أنّ الفلسطينيين يدركون بشكل ٍ عام بأن إسرائيل قادرة على قمع مثل هذا التحدّي العنيف, غير أنهم الآن مستعدّين لمحاكاة نظائرهم في سوريا وفي دول ٍ عربيّة أخرى, اللذين ضحّوا بأنفسهم من أجل حريتهم. وبالنسبة لإسرائيل, سيمثّل هذا “الإنفجار” (الإنتفاضة الشعبيّة) مأزقا ً كبيرا ً حيث سيثير التنكيل بالمتظاهرين الفلسطينيين غضبا ً دوليّا ً لأنّ معظم دول العالم تنظر للفلسطينيين على أنهم ضحايا احتلال لا أخلاقي.

بإمكان الإسرائيليين والفلسطينيين بالتأكيد تبنّي صيغة معدّلة لميولهم الإيديولوجيّة حيث يسمح الواقع بتحوّل تدريجي بدون التضحية بمبادئهم الإيديولوجيّة وبدون خسارة ماء الوجه. بإمكان الفلسطينيين إقامة دولة على جزء ٍ من وطنهم وتعترف حماس أيضا ً بالواقع الحتميّ متّبعة ً بذلك نهج منظمة التحرير الفلسطينيّة وتقبل بوجود إسرائيل. وعلى الإسرائيليين قبول حقيقة أنّ إسرائيل ستكون مقتصرة ً على حدود عام 1967 مع بعض عمليّات مبادلة الأراضي.

كلّ هذا لا يعني بأن جميع القضايا ستحلّ بسهولة, غير أنّ الإدراك بأن التعايش السلمي لن يكون موضوع تفاوض سيسمو فوق ايديولوجيّات كلا الطرفين. البديل هو استمرار هذا الحصار الإيديولوجي الذي يفرضه كلّ من الطرفين على نفسه والمحكوم عليه بالفشل في اختبار الوقت وبثمن ٍ لا يستطيع أيّ من الطرفين أن يدفعه.

TAGS
غير مصنف
SHARE ARTICLE