All Writings
يوليو 21, 2020

جائحة التمييز العنصري في أمريكا

لا تشير المظاهرات المستمرة في جميع أنحاء البلاد لما هو ظاهريّ فقط – أن حياة السود مهمة – ولكن أيضا ً أنّ العنصرية تستهلك أمريكا من الداخل وأن الظلم يؤثر على الجناة مثلما يؤثرعلى الضحايا تمامًا ، وأنّ “كفى” يعني “كفى”.

نأمل أن يكون الغضب واليأس والعزيمة التي تستمر في جلب عشرات الآلاف من الأمريكيين إلى الشوارع احتجاجًا على العنصرية والظلم هي البداية فقط. لقد سئمت هذه الجماهير المحتجّة من العنصرية الممنهجة ضد السود ومن التعصّب على أعلى المستويات والتمييز الفظ ووحشية الشرطة ونظام العدالة الجنائية المتحامل والتفاوت الإقتصادي وسرقة المجتمع تجربة الحرية والمساواة الحقيقية من السود. ويلوم، من باب النفاق، الناس البيض ضحايا العنصرية على محنتهم الخاصة مدعين أن السود قد يكونون أفضل في الحياة إذا كانوا على استعداد للعمل بجدية أكبر.

نحن الآن نحصد حصاد بذور العنصرية والتمييز – تخفيض قيمة حياة السود. إن النظام الإجتماعي والإقتصادي والثقافي برمته غير متوازن لأنه يفتقر إلى أسس العدالة والمساواة. قدم الوباء نداء الإستيقاظ الذي أشار إلى التقليد القبيح لإخضاع مجتمع السود الذي للأسف لم يتوقف مع نهاية العبودية، لكنه استمر في اللامبالاة الجائرة بألمهم وعذابهم وإهمالنا الغريب وفشلنا في فهم ما يعانونه حقًا.

العنصرية المتأصلة
حقيقة أن السود كانوا عبيدًا والأسطورة المزروعة والمتوارثة بعناية بأن العبيد كانوا دائمًا مطيعين وخدموا أسيادهم البيض بسعادة تركت بصمة لا تمحى على الناس البيض التي استمرت أجيالًا. هؤلاء يدّعون بأن الأمريكيين من أصل أفريقي ولدوا للإستعباد، وبالتالي فهم غير مؤهلين للمعاملة المتساوية وتكافؤ الفرص والمكانة المتساوية.

وأفلام مثل تلك التي أخرجها “دي:دبليو.غريفيث (D.W. Griffith) المؤثرة للغاية “ولادة أمة” (1915) التي ساعدت على إعادة تأسيس كو كلوكس كلان (Ku Klux Klan)، عززت أيضا ً الصورة النمطية العنصرية التي تقول إن الرجال السود غير أذكياء وخطر متأصل على المجتمع الأبيض – خاصة النساء البيض. وعندما اتصلت امرأة بيضاء ، آمي كوبر، في 25 مايو (في نفس اليوم الذي قُتل فيه جورج فلويد) ، برجال الشرطة متهمة رجلاً أسود، يُدعى كريستيان كوبر، الذي كان يراقب الطيور في سنترال بارك، كانت تستغل التاريخ الطويل لهذا المجاز العنصري. وللتعبير عن ذلك بوضوح، فإن حياة السود ببساطة لا يتم تقييمها بنفس طريقة حياة البيض، حيث ينظر الناس البيض بوعي أو بغير وعي إلى الرجل الأسود على أنه دون البشر وفوق البشر، يهدّد ويستهلك.

وبالتالي ، وبسبب هذا التحيّز المتأصل، فإن أي نشاط ، مهما كان بريئًا ، يشارك فيه رجل أسود يدعو إلى الشك والتنبيه وكثيرًا ما يعرض حياة الرجال السود للخطر، مثل أحمد أربيري البالغ من العمر 25 عامًا الذي قتل بالرصاص من قبل السكان البيض في ضواحي جورجيا حيث كان يمارس رياضة الهرولة. قال عمدة مينيابوليس بصراحة :”أن تكون أسوداً في أمريكا لا ينبغي أن يكون عقوبة إعدام”. من المؤكد أن العنصرية متجذرة للغاية لدرجة أنها تتدفق في عروق العديد من الأمريكيين دون أن يشعروا.

التحيزات الخبيثة التي تحرض البيض ضد الأمريكيين السود تؤدي مباشرة إلى معاملة الأمريكيين السود كمواطنين من الدرجة الثانية وقمعهم من قبل الأمريكيين البيض – وهو عنصر ضروري يرضي أنانيتهم ويرفع من قيمتهم الذاتية. وعلى الرغم من أن غالبية الأمريكيين البيض قد لا يكونون من أصحاب التفوق الأبيض، إلا أنهم بالتأكيد يحتفظون بامتيازاتهم في جميع مناحي الحياة لأنهم ينظرون إلى علاقتهم مع السود (وغيرهم من الملونين) على أنها لعبة محصلتها صفر كما لو كان ربح الرجل الأسود يشظي من امتيازات الرجل الأبيض.

التمييز الجائر
يتسبب التحيز العنصري في أمريكا في خسائر فادحة للأمريكيين من أصل أفريقي وهو ما يترجم إلى التمييز في جميع مناحي الحياة، بما في ذلك التعليم وفرص العمل والتقدم المهني والعلاج الطبي، وخاصة صحة الأم. ويحصل العمال السود على راتب أقل بنسبة 22 في المائة من البيض ذوي نفس التعليم والخبرة ؛ تتلقى النساء السود أقل من ذلك – 34.2 في المائة. ووفقًا لدراسة أجرتها جامعة شيكاغو / ديوك 2016 ، عند أخذ جميع الرجال الأمريكيين من أصل أفريقي والبيض في الإعتبار (بما في ذلك أولئك المسجونين أو خارج القوى العاملة) ، فإن فجوة الأجور العرقية هي نفسها كما كانت في الخمسينيات. حتى في الحالات التي لا يجب أن يحدث فيها تمييز عنصري، في العلاج الطبي، عندما يحصل المرضى السود على الرعاية الطبية ، يصف الأطباء بانتظام أدوية أقل للألم ويعتقدون أن المرضى السود يشعرون بألم أقل من المرضى البيض، حتى بين المحاربين القدامى الذين يطلبون الرعاية.

وفي حين أن الرجال السود خدموا في الجيش وحاربوا وماتوا جنباً إلى جنب مع الجنود البيض في كل حرب منذ الحرب الثورية (عندما حارب 5000-8000 جندي أسود ضد البريطانيين)، كان عليهم مواجهة التحوّل للتمييز والعزل بينما لا يزالون يخدمون في العسكرية، وبالكاد كان يعترف بهم في أعمال الشجاعة. وبالفعل، حتى عام 1948 – بعد نهاية الحرب العالمية الثانية – كان الجيش الأمريكي منفصلا ً بالكامل. ففي حين أن كبار ضباط الجيش، ومعظمهم من البيض، يرغبون في الإدعاء بأن لدى المؤسسات العسكرية “عمى ألوان” ، فإن الحقيقة هي أن “العنصرية والتمييز بقيا يمثلان مشاكل واسعة النطاق حتى في الجيش الأمريكي”.

وحشية الشرطة
وعلى الرغم من أن وحشية الشرطة ضد الرجال السود على وجه الخصوص، التي أثارت الإحتجاجات الحالية ، هي ظاهرة معروفة، فإن عمليات قتل الشرطة للرجال السود مستمرة بلا هوادة. يمكن أن تتخذ – وقد اتخذت تاريخيا – أشكالا مختلفة، بما في ذلك المضايقة والترهيب والإعتداء والضرب والتعذيب والقتل وحتى التواطؤ مع جماعات “كو كلوكس كلان”( KKK) العنصرية. وفي كثير من الأحيان يقترب ضباط الشرطة من أي موقف مرتبط برجل أسود بتشكك وخوف. يرى ضباط الشرطة البيض التهديدات حيث لا وجود لها ؛ فهم سريعون للغاية في سحب مسدساتهم وإطلاق النار للقتل.

وفيما يلي بعض الأمثلة الصارخة: قتل رجل أسود كان يأخذ قيلولة في سيارة في موقف للسيارات. وقتل آخر تم إيقافه في موقف مروري وقتل أمام صديقته وابنتها. وقتل رجل أسود كان يجلس في منزله وهو يأكل الآيس كريم على يد جاره، ضابط شرطة أبيض خارج الخدمة. تم إطلاق النار على امرأة سوداء تلعب ألعاب الفيديو مع ابن أختها من خلال نافذتها وقتلها. تم إطلاق النار على امرأة سوداء نائمة في منزلها ثماني مرات عندما دخل الضباط شقتها لتنفيذ أمر تفتيش المنزل.

من النادر أن يقرر المدعي العام توجيه الإتهام إلى ضابط شرطة ، خاصةً لأنهم يعرفون بعضهم البعض في كثير من الأحيان وقد أقاموا علاقات عمل وثيقة. حتى أقسام الشؤون الداخلية في مراكز الشرطة التي توجد ظاهريًا للتحقيق في سوء السلوك والإبلاغ عنه بين الضباط، أجرت على نطاق واسع تحقيقات دون المستوى وفشلت في تحديد ضباط المشكلة الذين يرتكبون الإنتهاكات الوحشية.

يمكّن هذا النمط الثقافي ضباط الشرطة مثل ديريك تشوفين ودانيال بانتاليو وناثان وودارد من ارتكاب الجريمة البشعة المتمثلة في إزهاق حياة جورج فلويد من ولاية مينيسوتا بالضغط على عنقه وإريك غارنر (نيويورك) وإيليا ماكلين من كولورادو. ومما يثير القلق حقيقة أن ضباط الشرطة معروفين بإعطاء شهادات زائفة في المحكمة ، سواء لتجنب العقوبة على أعمالهم الإجرامية و / أو غير الدستورية أو لضمان الإدانة أو لأسباب أخرى.

السجن غير المتناسب
وعلى الرغم من أن القضاء الأمريكي يعتبر عادلاً وحياديًا، إلا أن العرق في معظم جلسات المحكمة موجود على الرغم من أنه لم يتم توضيحه. يبدو الأمر كما لو أن الرجال السود ليس لديهم حقوق متساوية بطبيعتهم ، وحتى يومنا هذا، أي بعد مرور 230 عامًا على كتابة الدستور الأمريكي، لا تزال المظالم موجودة في كل من المحاكم الفيدرالية ومحاكم الولايات.

يتم سجن السود بمعدل يزيد عن خمسة أضعاف معدل البيض في حين أنهم يمثلون 13 في المائة من إجمالي سكان الولايات المتحدة، فهم يشكلون 40 في المائة من إجمالي السجناء الذكور. لقد خلق الحبس الجماعي للأميركيين الأفارقة في هذا البلد ما يسميه عالم الإجتماع بيكي بيتيت ، مستشهداً بالروائي رالف إليسون ، “الرجال غير المرئيين” – ملايين الرجال السود في النظام الجنائي الأمريكي. لا يتم تضمين نزلاء السجون في معظم الإستطلاعات الوطنية التي تجمع البيانات، لذا فإن هؤلاء الرجال غير مرئيين فعليًا للمؤسسات الإجتماعية والمشرعين ومعظم أبحاث العلوم الإجتماعية. يبدو الأمر كما لو أنهم غير موجودين ، لا يُحسبون ؛ يتم تجاهل واقعهم وإهمالهم وتهميشهم.

يتم سجن 75 في المائة، وهي نسبة مذهلة، من الشباب السود في مرحلة ما من حياتهم. يمكن لهذه الإحصائيات أن تبدأ فقط في إيصال ضخامة الظلم الذي يتفاقم يومًا بعد يوم. يكشف كتاب بيتيت أن “التوسع الجنائي أنشأ فئة من المواطنين المستبعدين بشكل منهجي من حسابات السكان الأمريكيين. ويثير هذا الإستبعاد الشكوك حول صحة حتى أكثر الحقائق والتساؤلات الإجتماعية الأساسية حول فائدة البيانات التي تم جمعها لتصميم وتقييم السياسة العامة والبيانات المستخدمة بشكل شائع في أبحاث العلوم الإجتماعية. ونتيجة لذلك ، فقدنا الرؤية عن النطاق الكامل للتجربة الأمريكية “.

التفاوت الاقتصادي
التفاوت الإقتصادي بين الأمريكيين البيض والسود هو أمر صارخ يتردد صداه عبر أجيال من عائلات السود. الإقصاء الإقتصادي هو مصدر عدم المساواة. يرجع السبب في ذلك إلى مجموعة من العوامل ، بدءًا من ما يقرب من 250 عامًا من العبودية (التي تمزقت خلالها عائلات السود ، ناهيك عن القدرة على تجميع الثروة) ، إلى المشاركة في أعمال الزراعة والحصاد وعمليات الإعدام دون محاكمات قانونية إلى 90 عامًا من قوانين “جيم كرو” (Jim Crow) إلى أحياء الخطوط الحمر على خطوط ديموغرافية. تتجلى كل هذه العوامل اليوم في قرارات التوظيف وتقييم الممتلكات وتطبيقات الرهن العقاري ورسوم الفائدة وحتى كيفية جدولة درجات الإئتمان. يبلغ متوسط ​​صافي ثروة عائلة البيض أكثر من عشرة أضعاف عائلة السود. من المؤكد أن التفاوت الإقتصادي هذا هو “أم كل الشرور” في حياة السود.

لا يستطيع الرجل الأسود الفقير دفع تكاليف سكن لائق، ولا يمكنه الدفع مقابل الرعاية الصحية، ولا يمكنه تحمل إرسال أطفاله إلى التعليم العالي، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على مكانته الإجتماعية وكفاءته المهنية. وبالتالي، عليه أن يستقر في الوظائف الوضيعة والأجور المنخفضة واحتمال ضئيل أو معدوم للخروج من الحلقة المفرغة. وأكثر شيء محزن هو أنه يلام على محنته كما لو أن الظروف ونقص الفرص التي يعيش فيها لا علاقة لها بوضعه المؤسف.

تعصب القيادة
كانت العنصرية في أمريكا خلال السنوات الأربع الماضية في تصاعد، وترامب، وهو زعيم العنصرية إلى حدّ كبير، لم يقلّل من جعل العرق ولو إلى حدّ بسيط قضية حملته منذ البداية. بدأ حملته السياسية من خلال وصف الاسبان بأنهم مغتصبون. وأثناء فترة رئاسته منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة وفصل الأطفال بقسوة عن والديهم عند الحدود ووصف المتعصبين البيض في شارلوتسفيل بأنهم “أناس طيبون للغاية” ، واحتفل في الرابع من يوليو بالدفاع عن التماثيل الكونفدرالية.

عنصرية ترامب ضد السود على وجه الخصوص ليست جديدة. كانت هناك في عام 1973 عندما رفعت وزارة العدل دعوى قضائية ضد شركة ترامب “مانجمنت”(Management Inc.) بسبب التمييز في السكن ضد المستأجرين الأمريكيين من أصل أفريقي. ويمكننا رؤيتها في عام 1989 عندما نشر إعلانًا بملء صفحة كاملة في أربع صحف في مدينة نيويورك يدعو إلى إعادة عقوبة الإعدام على “سنترال بارك فايف” الذين أُدينوا خطأً وأُرسلوا إلى السجن. ترامب يرفض الاعتذار عن ذلك على الرغم من أن مؤسس مشروع Innocence Project) ) بيري شيك قال: “… من خلال الدعوة إلى إعادة عقوبة الإعدام ساهم هذا الأمر في مناخ حرم هؤلاء الرجال من محاكمة عادلة”. كما رفض الإعتذار عن إدامته المستمرة لكذبة “مسقط الرأس” بأن أوباما لم يولد في الولايات المتحدة.

كان خطاب ترامب في يوم الإستقلال في جبل راشمور محملاً بمعاني الإنقسام العنصري والحزبي، لكن هذا لا يؤثر على العديد من القادة الجمهوريين المحافظين وأنصاره المضللين الذين يتبعونه بشكل أعمى. إنهم يلفون أنفسهم بالعلم كعلامة على الوطنية الأمريكية في حين أن وطنيتهم ​​تحددها عنصريتهم وعدم تسامحهم مع الأشخاص الملونين.

وعلى الرغم من أن بعض القادة الجمهوريين يختلفون معه بشأن العرق، إلا أنهم يخشون من غضبه لقول أي شيء علنًا خشية أن يخاطروا بفقدان سلطتهم أو منصبهم. للأسف ، صمتهم يشير إلى الموافقة التي تعزز فقط عنصرية ترامب. ومع ترامب ، كما هو الحال في معظم أنحاء البلاد ، تتأصل العنصرية بعمق، وهو أمر يرفض الاعتراف به.

وعلى الرغم من أن العنصرية لم تبدأ عندما وصل ترامب إلى السلطة – لأنها متأصلة في تاريخ وثقافة أمريكا – ولن تنتهي مع رحيله عن منصبه، إلا أن عنصريته العلنية جلبت التركيز على العنصرية في أمريكا. وتكشف الإحتجاجات المستمرة الشعور العميق بالإحباط من رئيس يشجع على شعلة العنصرية ويرى في البلاد مشروعه الخاص ويفعل كل ما يريده لخدمة مصالحه الخاصة. إنه قاسي وماكر ولا مبالي بشأن آلام ومعاناة أمريكا السوداء. لا يستطيع الإعتماد على دعمهم السياسي، وبالتالي يرفض بشدة صرخاتهم.

وعلى عكس أي احتجاجات أخرى في الماضي ضد العنصرية، كان لاحتجاجات هذا العام تأثيراً أكبر إلى حدّ ما بسبب انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) وتأثيره غير المتناسب على السود الذين يصابون ويموتون بمعدلات أعلى من البيض. هذا ، وبالتزامن مع الإنتخابات الرئاسية ، يوفر فرصة نادرة لبدء عملية تخفيف العنصرية بشكل جدي. لكن ما هو ضروري هو استمرار الإحتجاجات خلال يوم الإنتخابات على أمل الإطاحة بالرئيس العنصري. عندها فقط سنحظى بفرصة أفضل ليوم فجر جديد وستلتزم إدارة جديدة بالتصدي بلا هوادة لمحنة السود من أجل جميع الأمريكيين، خاصة لأن اليوم الذي سيكون فيه في أمريكا غالبية الناس ملونين يقترب بسرعة.

وعلى الرغم من وجود عشرات الإجراءات التي يجب اتخاذها والعديد من السنوات والموارد المالية الضخمة لإحداث تغيير ملحوظ للأفضل في حياة الأمريكيين السود، إلا أنه ليس لدينا خيار سوى البدء الآن ، بغض النظر عن مدى الصعوبات التي لا يمكن التغلب عليها وثقافة مقاومة التغيير. سوف يتطلب الأمر جهودًا جماعية وتصميمًا واتساقًا من السلطات المحلية وعلى مستوى الولايات والإتحاد لبدء هذه العملية إذا أردنا يوما ً ما الوصول إلى قدر من المساواة.

إن العمل على تغيير ثقافة العنصرية الفطرية في أمريكا سيكون طويلاً وصعباً، ولكن يجب ألا نغضّ الطرف عنه أو نخاف منه. وكبداية صغيرة ينبغي أن ينصب التركيز الفوري على تثقيف الطلاب حول تاريخ السود وتغيير ثقافة الشرطة وتدريبها والإستثمار في السكن في الأحياء السوداء وتقديم الدعم التعليمي للفتيان والفتيات السود ابتداء من المرحلة الابتدائية لغاية توفير التعليم المجاني بالنسبة لهم للإلتحاق بالكلية أو المدارس المهنية وتوفير فرص العمل والأجر المتساوي لمنحهم الفرصة لتسلق السلم الإجتماعي بمرور الوقت.

لا تشير المظاهرات المستمرة في جميع أنحاء البلاد إلى ما هو ظاهري فقط – أن حياة السود مهمة – ولكن إلى أنّ العنصرية تستهلك أمريكا من الداخل وأن الظلم يؤثر على الجناة مثلما يؤثر على الضحايا تمامًا ، وأنّ “كفى” يعني “كفى”.

TAGS
غير مصنف
SHARE ARTICLE