الزعيم، الكابو والفنّـان المخادع
الشخصيّات الرئيسيّة الثلاث هي:
بنيامين نتنياهو (بيبي)، حزب الليكود
أفيغدور ليبرمان (يفيت)، حزب إسرائيل بيتنا
نفتالي بينيت، حزب البيت اليهودي
ويشار في المسرحيّة أيضا ً إلى الشخصيّات الآتية:
إسحق هرتسوغ (بوجي)، من المعسكر الصهيوني
تسيبي ليفني، من المعسكر الصهيوني
يئير لبيد، من حزب “يش عتيد” (هنا مستقبل)
موشي كحلون، من حزب كولانو
آري درعي، حزب شاس
يعكوف ليتسمان، حزب يهودية التوراة المتحد
أيمن عودة، حزب حداش / القائمة العربية المشتركة
زيهافا غولان، حزب ميرتس
إيلي يشاي، حزب شاس
(في مكتب بيبي)
بيبي: مرحبا يا رجال، علينا أن ننهي خططنا. أنتم تعلمون ماذا تقول استطلاعات الرأي.
يفيت: هل لي أن أهتمّ بما يفكر به البولنديّون ؟
بيبي: لا يا أحمق، أنا أعني استطلاعات الرأي، تلك التي ظهرت الآن.
يفيت: آه، ولكنك ما زلت رأسا ً على رأس (قريب جدا ً) مع بوجي
بيبي: أهكذا ؟ حتّى ولو لم أكن سابقه، أنت تعلم بأنه بإمكاني أن أنتزع الفوز منه !
يفيت: كيف ستفعل ذلك ؟
بيبي: لقد تحدّثت مع آري ويعكوف وإيلي.
نفتالي و يفيت: وماذا يريد هؤلاء ؟
بيبي: (متمتما ً بصوت غير مسموع) مهرّجون …….
يفيت: هذا طلب غريب
بيبي: لا يا حمقى ! أنتم المهرجون ! إنهم يريدون المعتاد – مالا ً. ماذا غير ذلك ؟
يفيت: أنا أحاول جاهدا ً أن أفهم. ولكن ماذا عن مشروع القانون ؟
بيبي: إصغ ِ، دع هذا الأمر لي. أعطهم ما يكفي من المال، هذا كلّ ما هنالك. ينبغي عليكم من كلّ
الناس أن تعرفوا جيّدا ً ماذا يستطيع المال أن يشتري.
يفيت: أنا لا أهتمّ حقا ً بما يريدونه.
بيبي: أنا أعلم ذلك، ولكنك ستذهب مع أيّ شخص يدفع لك سعرا ً أعلى. إذن، ما هو سعرك ؟
يفيت: لقد أخبرتك ! إنّني أستحقّ وزارة الدّفاع.
بيبي: لا شكّ أنك تمزح. وزارة الدّفاع ؟ أنت لن تحصل على الأرجح على أكثر من ستة مقاعد. هذا غير
ممكن ! ماذا عن وزارة الداخليّة ؟
يفيت: ماذا تقول ؟ هل أبدو كعاهرة الدولارين ؟
بيبي: حسنا ً، أعتقد بأن الأمر قد ُحسم.
نفتالي: هيه يا رجال، عمّا بحقّ الجحيم تتكلّمون ؟ أنظروا إلى استطلاعات الرأي ! وزارة الدّفاع لي !
بيبي: نحن هنا لا نوزّع حلوى.
يفيت: أوه، نسيت. أعتقد بأنّك ستستشير سارة حول هذا الموضوع.
بيبي: لا أبدا ً، لقد أخبرتني منذ فترة ماذا عليّ أن أفعل.
نفتالي: بالطبع ! لا تقلق يا يفيت، فلديّ خبرة من الدرجة الأولى بهؤلاء ….لا فائدة !
بيبي: أنا لا أحبّ ذلك، وبالأخصّ منك يا نفتالي، يا فنّان مخادع ! دعها خارج الصورة.
يفيت: لم أقصد حقّا ً الإهانة، ولكن لو كانت هنا، لاستطعنا أن نسوّي الأمر.
بيبي: إصغوا ! كما قال مرّة بطل من طرفي:”نحن كلانا جزء من نفس النّفاق، ولكن لا تفكروا أبدا ً بأن
هذا ينطبق على عائلتي”.
نفتالي: نعم، ولكن هناك دائما ً شواذ عن القاعدة.
يفيت: ماذا سيحصل لو فاز بوجي بمقعدين أو ثلاثة أكثر ؟
نفتالي: بيبي على حقّ. علينا أن نركّز على كيف نرشي، أعني كيف نقنع كحلون للإنضمام إلينا.
يفيت: هل تعني بأنه يمسك بالميزان ؟ ولكن ماذا بالنسبة لي، هل تظنني أمرا ً مسلّما ً به ؟
(أي مضمون لهذا الحد)ّ
بيبي: أنظر، إنها مسألة حسابيّة بسيطة: بين حزبي وحزب نفتالي هنا وشاس والتوراة الموحّد
وياحاد سيكون لنا على الأقل (54) مقعدا ً. ومع موشي سيكون لنا أكثر من (60) مقعدا ً. هل تفهم
الآن يا يفيت ؟ إنها مسألة حسابية محضة !
يفيت: لقد حسبتها إذن يا صبيّ، أليس كذلك ؟ أنت ليس لديك أي وازع. أنت قادر على فعل أي شيء لكي..
بيبي: أنظر من يتكلّم ! أستطيع النوم وأنا مرتاح. هذه سياسة….الفوز هو كلّ ما يهمّ.
يفيت: أنت تفعل مهما كان الأمر ! كما قلت، ليس لديك لا وازع ولا ضمير.
بيبي: قلت “ضمير” ؟ أنت بالتأكيد تعيش في كوكب ٍ آخر !
يفيت: أتعلم يا بيبي، أنت تذكرني بشخص كتب لوزارة الماليّة يقول بأنه غير قادر على النوم لأنه غشّ في
إفادته حول ضريبة دخله، وقام بإرفاق شيكا ً بقيمة 100 شيقل يقول إذا وجد نفسه ما زال
غير قادرا ً على النوم، فإنه سيرسل الباقي. أنت تنام مرتاحا ً يا بيبي، أنت تخدع، أنت تكذب، لا شيء
يقلقك أو يزعجك.
بيبي: لقد خدمت مدّة تسعة أعوام في منصب رئيس الوزراء، أليس كذلك ؟ سمّني ما شئت، فأنا أعلم كيف
أدبّر الأمور، وهذا هو المهمّ.
يفيت: هذا ليس سوى هراء، فنحن جميعا ً نعلم ما يلزم.
بيبي: أنا متأكد أنك ستفعل ذلك، بعد كلّ تلك الإتهامات الموجّهة ضدّك….
نفتالي: إصغ ِ ! أنا سأقود ثاني أكبر حزب في التحالف. من الذي يتكلّم عمّا هو أخلاقيّ وكلّ ذاك الهراء ؟ أنا
أعلم ما أريد، وبدوني، بيبي، لن يكون لك أدنى فرصة “في الجحيم” لتشكيل الحكومة الجديدة.
بيبي: مهلا ً، مهلا ً، دعونا نسمّي الأشياء بأسمائها. أنا سأكون رئيس الوزراء القادم، وأنت تريد أن
تكون وزيرا ً للدفاع. نحن جميعا ً نهتمّ بقوتنا الشخصيّة.
يفيت: نحن ندرك ذلك جيّدا ً يا بيبي. ولكن تذكّر بأن بوجي يتحدّث هو الآخر مع كحلون موعدا ً إيّاه بالدنيا،
فماذا ستعرض عليه أنت ؟
بيبي: هذه هي وجهة نظري. أنتم لا تدعوني أكمل حديثي . إذا لم أوعده بشيء كبير، لنقل الماليّة أو وزارة
الخارجيّة، فإنه لن ينضمّ إلينا.
نفتالي: ماذا يفهم هذا بحق الجحيم بالماليّة أو بالشؤون الخارجيّة ؟ أنا أعرف كيف أكسب مبالغ كبيرة
من المال وأعرف الشيء الكثير عن السياسة الخارجية الأمريكيّة.
بيبي: هل تقول بأنك تريد أن تكون وزير الخارجيّة ؟
نفتالي: حسنا ً…. لربّما إن كنت تمانع من تعيين جنرال أو تريد أن تحتفط بيعالون وزيرا ً للدفاع …..
بيبي: إصغ ِ لي يا نفتالي، نحن نشغل الشعب بالحديث عن الدفاع…إيران، الأمن – أنا لا أستطيع أن أعيّن
شخصا ً مثلك فقط لأنّك قاتلت في لبنان.
نفتالي: ولكنك تنسى بأنني خدمت في مجلان – وحدة القتال الرياديّة . ماذا يعرف الجنرالات أكثر منّي ؟
بإمكاني أن أعلمهم عن الأخطاء التي ارتكبوها في لبنان.
يفيت: لربّما ينبغي أن يكون لدينا وزيرين متناوبين للدفاع، كلّ واحد منهما لمدة سنتين. كيف
تجدون الفكرة ؟
بيبي: أنت سخيف
يفيت: حسنا ً، يبدو هذا عصريّا ً في الوقت الحاضر.
بيبي: أوقفوا كلّ هذا الهراء ودعونا ننهي هذا.
يفيت: أجل، دعونا ننهيه. ودعني أكون واضحا ً معك يا بيبي، أنا لست في جيبك ولا تستطيع أيضا ً أن
تعتمد على كحلون. وإذا أردتني أن أنضمّ إليك، عليك أن تقدّم لي عرضا ً يصعب عليّ أن أرفضه.
بيبي: أجل، نفس شعوري تماما ً. إذن دعنا لا نفسد ذلك. كلّ ما أستطيع أن أقوله لك أنّك ستكون سعيدا ً إذا
ألزمت نفسك الآن.
يفيت: من واجبي أن أفعل كلّ ما بوسعي من أجل بلدي.
نفتالي: لا تدعني أضحك. أنت مثلك مثل أي شخص ٍ آخر تفكّر بأن ما هو جيّد لك، هو جيد أيضا ً للوطن.
يفيت: وأنت تظنّ بأنك شاذّ عن القاعدة ؟
نفتالي: أنظر، أنا رجل متديّن ….
يفيت: بالتأكيد أنت كذلك. أنت تكسب المال بشكل ٍ ديني، تغشّ دينيّا ً وتعصر الفلسطينيين دينيّا ً – أجل، أنت
رجل متديّن جدّا ً.
بيبي: كلاكما يتكلّم هراء – دين، أيديولوجية، ديمقراطيّة – من يكترث لهذا كلّه ؟ كما أخبرتكم، كلّ ما علينا
أن نفعله هو أن نتكلّم عن الأمن، الأمن وعن المزيد من الأمن القومي.
نفتالي: هذا ما أقوله. إذا أصبحت وزير الدفاع، باستطاعتي ضمّ كلّ منطقة (ج) باسم الأمن القومي. هل
وصلتكم فكرتي ؟
بيبي: أجل، وصلتنا فكرتك، ولكن علينا أن نتعامل مع هذا المثقّف، البروفيسور أوباما. لهذا السبب ذهبت
إلى واشنطن، كلّه باسم أمن إسرائيل. الكلّ صدّقني، فقد أسبق الآن بوجي.
نفتالي: أظن هذا هو السبب الذي جعلهم يدعونك “الزّعيم” أو “المقدّم”. والآن علينا أن نضع الأمريكان في
أماكنهم، بحيث يتوقفوا عن إزعاجنا.
يفيت: أنت أكيد تمزح. ما دام أوباما هناك، لن تستطيع فعل الشيء الكثير.
بيبي: أوباما شموباما. إذا شكّلت الحكومة القادمة، كلّ ما علينا فعله هو أن ننتظر خروجه. هو سيترك عن
قريب وبإمكاننا حينئذ ٍ أن نفعل أيّ شيء نريد مع رئيس جمهوري. لا تقلق، فأنا أعلم كيف أساعد في
انتخاب الرئيس القادم. هل نحن متفقون ؟
يفيت: أنا لا أعلم شيئا ً عن كلّ ما يدور. أنت غيّرت رأيك بخصوص حلّ الدولتين وبخصوص جميع هذه
التنازلات التي وعدت بها – أجل، أنا مسرور أنك فعلت ذلك، ولكنني لا أرى سببا ً لأصدقك الآن ؟
بيبي: ليس مجبرا ً لأن تصدّقني. تذكّر بأنك لست راكبا ً صهوة جواد ٍ عال ٍ، ولكننا ما زلنا أصدقاء،
والأصدقاء يتعاونون مع بعضهم البعض.
يفيت: حسنا ً، الآن أنا صديقك، شيء جميل. سنرى ماذا سيحدث غدا ً بعد أن تذهب للبيت.
بيبي: الكابو هو الكابو، إلاّ إذا لم تحصل على ما تريد. …
نفتالي: أنا معك بيبي على طول الخط. تذكّر، إمّا وزارة الدفاع أو الخارجيّة. إذا كانت سارة موافقة على ذلك،
فما هي مشكلتك إذن ؟
يفيت: أجل، هذا ما يتعلّق به الأمر.
بيبي: يكفي من هذا الهراء ! دعونا نتأكد بأننا على علم ٍ بكلّ شيء يجري الآن. تذكّروا، هذا الخائن كحلون
هو للأسف المفتاح. علينا أن نجعله سعيدا ً.
نفتالي: أنت على حقّ.
بيبي: دعونا نصافح بعضنا بعضا ً ونعطي بوجي، تسيبي، لبيد، زيهافا وهذا العربي ما يستحقونه – أي أن
يستريحوا في المعارضة بكثير من الوقت للصّلاة.