All Writings
يوليو 27, 2010

خيار الفلسطينييـــن الأخير

بقلم: : أ.د. ألون بن مئيـــــــــــــــــــر

      أستاذ العلاقات الدولية بمركز الدراسات الدولية

بجامعة نيويورك ومدير مشروع الشرق الأوسط

بمعهد السياسة الدوليـــــــــــــــــة

 

على وزراء الخارجيّة العرب المجتمعين يوم الخميس الموافق 29 تمّوز (يوليو) في القاهرة لمناقشة المفاوضات الإسرائيليّة – الفلسطينيّة أن يتذكّروا بأن موافقتهم على المفاوضات المباشرة ما بين إسرائيل والفلسطينيين ليست بالضرورة لصالح الإسرائيليين، فالعكس هو الصحيح في الواقع. ستجبر المفاوضات المباشرة حكومة نتنياهو على البحث في قضايا جوهريّة مثل الحدود تمهيدا ً للتفاوض على شكل حلّ الدولتين.  على الدول العربيّة ربط المباحثات المباشرة بالتفاوض على الحدود بدلا ً من الإنتظار للتوصّل لتقدّم أكبر في مباحثات التقارب. وعلى الولايات المتحدة بصورة خاصّة بالتعاون مع الدول العربيّة القياديّة وإسرائيل والفلسطينيين أن تعمل كلّ ما بوسعها لتغيير الديناميكيّة الحاليّة للمفاوضات. وللوصول إلى هذا الهدف، هناك خطوات واقعيّة معيّنة يجب اتخاذها ليس فقط لتجنّب الفشل بل ولتحريك حتميّة إقامة دولة فلسطينيّة.

          وبالنسبة للولايات المتحدة، يجب تفعيل هذه الخطوات للوصول بالأطراف إلى المفاوضات المباشرة والسّعي في نفس الوقت لتعزيز مصداقيّة قيادتها في المنطقة. وللقيام بذلك، يتطلّب الأمر جسر الفجوات ما بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بايصالهما للمفاوضات المباشرة وإشراك شعوبهما والعمل مع الممثلين الإقليميين الذين لهم صولة قويّة في انجاح جهود التوصّل إلى سلام، وبالأخصّ حكومات المملكة العربيّة السعوديّة ومصر والأردن. وفي هذا السياق، فإن تعزيز ثقة الإسرائيليين بالرئيس أوباما والتزامه بأمن إسرائيل موضوع جوهري إذا طُلب من إسرائيل القيام بالتنازلات اللازمة للتوصّل إلى اتفاقية حلّ الدولتين بالتفاوض. ومن الضروري أن يقوم لهذا الغرض الرئيس أوباما بزيارة لإسرائيل ومخاطبة الشعب الإسرائيلي مباشرة ً بخصوص التزامه بتعزيز وتطوير التعاون الأمني الأمريكي – الإسرائيلي – وبالأخصّ بالنظر إلى التهديد الإيراني – وحلّ النزاع العربي- الإسرائيلي بطريقة تضمن مستقبل إسرائيل كدولة ديمقراطية بأغلبيّة يهوديّة ثابتة. على أوباما ألاّ ينتظر حتى إحراز تقدم ٍ في العمليّة السلميّة لكي يقوم بهذه الخطوة، بل على العكس

من ذلك، فإن زيادة ثقة إسرائيل بالرئيس أوباما وتعزيز وتطوير الثقة بشكل عام في العلاقات ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل أمرٌ مهمّ جدّا ً للتأثير ايجابيّا ً على تقدّم المفاوضات.

          وفي الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بمدّ يدها لإسرائيل، عليها أن تعمل جاهدة ً لدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمفاوضات المباشرة فيما يتعلّق بقضيّة الحدود كالنقطة الأولى للخروج من المأزق، فالفلسطينيّون يرفضون الدخول في مفاوضات ٍ مباشرة لأنّهم لا يعتقدون بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي صادقٌ في رغبته المعلنة في التوصّل لحلّ الدولتين. وممّا لا شكّ فيه أنّ معالجة قضية الحدود (باستثناء القدس التي يجب التفاوض عليها عند نهاية المفاوضات المباشرة) ستعطي أهميّة لجدّية رئيس الوزراء نتنياهو. زد على ذلك، فإن معالجة قضيّة الحدود ستقدّم في النهاية فرصة ً "لقتل عصفورين بحجر ٍ واحد": التوصّل لاتفاقيّة حول معالم الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينيّة المستقبليّة وفي نفس الوقت إخراج قضيّة بناء المستوطنات الإسرائيلية – الذي كان دائما ً بندا ً للتوتّر والخلاف بين الطرفين – من طاولة المفاوضات. وقد يؤدي هذا الأمر أيضا ً إلى الفهم بأن التجمعات الإستيطانيّة الرئيسية ستبقى جزءاً من إسرائيل على أساس أنّه سيكون هناك عمليّات لتبادل الأراضي على طول الخط الأخضر من عام 1967، وهو إنجاز رئيسي وضروري لنجاح مفاوضات السّلام وكان دائما ً أساسا ً تقريبا ً لأية جهود إسرائيليّة – فلسطينيّة سابقة لصنع السّلام.

          على الولايات المتحدة أيضا ً أن تحمل الفلسطينيين على المفاوضات المباشرة. ولتحقيق ذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تضمن للفلسطينيين التزام البيت الأبيض بدعم المفاوضات المخلصة والهادفة، وعليها أن ترحّب بميل الفلسطينيين حديثا ً للإلتجاء لجامعة الدول العربيّة لأخذ الموافقة منها على خطوات العمليّة السلميّة، والذهاب حتّى إلى أبعد من ذلك وهو تشجيع ممثلي الدول العربيّة في الجامعة العربيّة للإنضمام للفريق الفلسطيني في المفاوضات المباشرة لتعزيز موقف الفلسطينيين والإستفادة من مبادرة السلام العربيّة كمصدر ٍ للتقدّم في المفاوضات. ولذا على وزراء الخارجيّة العرب الموافقة على الخطة الأمريكيّة وعدم الضغط من أجل منافع تكتيكيّة، هذا إن وجدت، في حين قد يقوّضوا الهدف الإستراتيجي برفضهم.

          وعلى إسرائيل أيضا ً أن تقوم بخطوات ٍ ملموسة لتحسين الأجواء في المنطقة إذا أرادت للمفاوضات أن تنجح ولتجنّب اتخاذ إجراءات أحاديّة الجانب من الطرف الفلسطيني.

يجب على إسرائيل أن توافق على التفاوض على الحدود أو

TAGS
غير مصنف
SHARE ARTICLE