لا يمكن لصربيا أبدا ً أن تعكس استقلال كوسوفو
- See the English translation
- See the French translation
- See the Albanian translation
- See the Serbian translation
حان الوقت لكي تستيقظ الحكومة الصربية على حقيقة أن استقلال كوسوفو تحت أي ظرف من الظروف لا رجوع فيه. وكلما أسرعت حكومة فوتشيتش بقبول هذا الواقع ، زادت الفوائد الاقتصادية والسياسية والأمنية التي ستتمتع بها كل من صربيا وكوسوفو داخل المجموعة الأوروبية.
تصحيح الخطأ
حان الوقت لأن تعترف صربيا باستقلال كوسوفو، ليس فقط لأنها لا تملك القوة والوسائل التي يمكنها من خلالها عكس ما اعترفت به أكثر من 100 دولة ، ولكن لأن كوسوفو ستقدم أي تضحيات للحفاظ على ما اكتسبته بالعرق والدم. . على الرئيس فوتشيتش أن يضع نفسه في مكان الكوسوفيين الألبان وأن يسأل نفسه:
لماذا قد يتنازل الكوسوفيون عن استقلالهم وحريتهم لدولة مارست التمييز بشكل منهجي وإساءة وعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية لا يستحقون المساواة أمام القانون ؟
لماذا يخضعون أنفسهم لأهواء بلد شن حربًا بلا رحمة وأمطرهم بالخراب والدمار الذي لم يتعافوا منه بعد؟
لماذا قد يتنازلون عن استقلالهم لدولة ارتكبت جرائم حرب مروعة – بإعدام أكثر من 10000 من الفتيان والرجال الأبرياء جماعيّا ً واغتصاب أكثر من 20000 فتاة وامرأة ، وإلحاق الألم والعذاب والعار بعائلاتهم – التي ما زالت تعاني من جراء ذلك ؟
لماذا يتخلون عن استقلالهم لدولة ما زالت ترفض الكشف عن مواقع دفن ما يقرب من 2000 مفقود من الرجال والنساء والأطفال ؟ بلد يفتقر إلى الشجاعة الأخلاقية للاعتراف بارتكاب جرائم حرب كانت صارخة وواضحة يراها الجميع ؟
لماذا يوافق شعب لديه دين وتراث ثقافي وتاريخ ولغة مختلفة على إخضاع نفسه لبلد لا يشترك معه سوى بالقليل من القيم والتطلعات ؟
هذه المشاعر المؤلمة تجاه صربيا والندوب النفسية التي لا تمحى التي خلفتها الحرب على كل كوسوفو لم تؤد إلا إلى تعميق رفضهم لبلغراد. لن يكون فوتشيتش ولا أي من خلفائه في وضع يسمح لهم بالتخفيف من هذه العوائق العميقة الجذور ما لم تعترف صربيا باستقلال كوسوفو وتدرك أنها لا تستطيع تغيير ما أصبح حقيقة لا رجوع فيها.
الفشل في سحب الاعتراف
شرعت الحكومات الصربية المتعاقبة على مر السنين في حملة لإقناع العديد من البلدان بسحب اعترافها بكوسوفو. لقد كان هذا فشلا ذريعا. ففي حين زعمت وزارة الخارجية الصربية في مارس / آذار الماضي أن 18 دولة إما قد سحبت اعترافها بالكامل أو كانت تعيد تحديد مواقفها بشأن كوسوفو، فإن العديد من حالات سحب الإعتراف هذه متنازع عليها وفقًا لـصحيفة Balkan Insight“ “بلقان إنسايت”.وأولئك الذين فعلوا ذلك هم في الغالب دول أفريقية ودويلات نقع في المحيط الهادئ التي تتمتع بالقليل من التأثير أو حتى لا تأثيرلها على الساحة الدولية ، بما في ذلك سورينام وبوروندي وبابوا غينيا الجديدة. كوسوفو معترف بها حاليّا ً من قبل 115 دولة ، آخرها إسرائيل.
لا يوجد خيار عسكري
يعرف الرئيس فوتسيتش جيداً أنه لا يوجد خيار عسكري لإجبار كوسوفو على التخلي عن استقلالها. فعلى الرغم من أن كل ألباني كوسوفي سيقاتل حتى أنفاسهم الأخيرة لحرمان صربيا من مثل هذا النصر ، إلا أن الناتو سيتدخل على الفور ويشن هجومًا جويًا كما فعل في حرب 1998-1999 ، التي انتهت بعد حملة قصف استمرت 78 يومًا. كما أنهت الحرب الحكم القمعي المروع للرئيس سلوبودان ميلوسوفيتش على الإقليم الذي كان يوغوسلافيا آنذاك. يواصل الناتو ضمان الأمن القومي لكوسوفو ، وفوسيتش ليس على وشك اختبار التزام الناتو في هذا السياق.
عدم القدرة على ممارسة الضغط الاقتصادي
كوسوفو لا تعتمد اقتصاديا على صربيا ، وبالتالي لا يمكن لأي حكومة صربية الآن أو في أي وقت في المستقبل أن تمارس ضغوطا اقتصادية لإجبار كوسوفو على شيء. يمكن لكوسوفو استيراد أي منتجات من دول أخرى ، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وتركيا والصين وغيرها الكثير من البلدان الأخرى. في هذه الحالة يمكن لكوسوفو أن تفرض تعريفات جمركية على البضائع المستوردة من صربيا كما فعلت في الماضي. لذلك ، فإن غياب النفوذ الاقتصادي الصربي يسمح لكوسوفو باللعب بقوة دون المخاطرة بإضعاف اقتصادها كما رأينا سابقًا.
حرمان كوسوفو من الاندماج في الاتحاد الأوروبي
صحيح أن رفض صربيا الاعتراف بكوسوفو يمنع الأخيرة من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ، حيث أن الاندماج مشروط بإنهاء النزاع والوصول إلى اعتراف متبادل – لكن هذا يمنع صربيا أيضًا من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ونتيجة لذلك ، ينتهز الرئيس الروسي بوتين الفرصة لإغراء صربيا إلى الإنضمام للمدار الروسي من خلال بيع الأسلحة ، الأمر الذي يتطلب بالضرورة مدربين عسكريين روس على الأراضي الصربية. ومن المفارقات ، على الرغم من أن فوتشيتش يعرف أن النمو والازدهار المستقبلي لصربيا يقع على عاتق الاتحاد الأوروبي ، إلا أنه لا يزال يخاطر بمصالح بلاده الوطنية من خلال رفض الاعتراف باستقلال كوسوفو. وفي الوقت نفسه ، فإنه يحبس نفسه في شبكة بوتين ، المصمم على إضعاف الاتحاد الأوروبي ومنع صربيا من أن تصبح دولة عضو في التحالف. يجب أن ينظر فوتشيتش إلى نفسه في المرآة ويسأل عما إذا كان هناك أي احتمال الآن أو في أي وقت في المستقبل لاستعادة كوسوفو كمقاطعة صربية. وذا كان صادقًا مع نفسه ، فسيعلم أنه لا يوجد مثل هذا الاحتمال. لقد حان الوقت له أن يحشد الشجاعة الأخلاقية ويظهر حنكة الدولة من خلال رسم مسار جديد من شأنه أن يعزز قضايا بلده وكوسوفو على حدٍ سواء.
هناك العديد من الإجراءات التي يمكن أن يتخذها فوتشيتش قبل الاعتراف بكوسوفو لإعداد الجمهور لقبول ما لا مفر منه:
أ. إنهاء الرواية التي تروج لفكرة أن كوسوفو إقليم صربي ؛
ب. الإنهاء الرسمي لحملة إقناع البلدان التي اعترفت بكوسوفو بسحب الاعتراف بها ؛
ت. بدء عملية تطبيع مع كوسوفو في العديد من المجالات ، بما في ذلك التجارة والتبادل الثقافي وحرية حركة السلع والخدمات والتبادلات الأكاديمية والمناقشات الدينية بين الكهنة والأئمة الصرب الأرثوذكس ، من بين تدابير أخرى ؛
ث. التعاون في البحث عن المفقودين لإنهاء معاناة آلاف العائلات التي لا تزال تتألم لفقدان أحبائها ؛
ج. الشروع والحفاظ على اتصالات منتظمة بين المسؤولين الصرب والكوسوفيين ، بدءا بدعوة رئيس وزراء كوسوفو كورتي إلى بلغراد لإجراء مباحثات.
بعد فترة تتراوح من سنتين إلى ثلاث سنوات من المصالحة يجب على فوتسيتش أو من يخلفه أن يحذو حذو ألمانيا ويعترف بارتكاب جرائم حرب للسماح بالتعافي الوطني لكلا الشعبين. عندها فقط يمكن للطرفين معالجة القضايا الأخرى المتنازع عليها ، وخاصة وضع الصرب الذين يعيشون في كوسوفو وتوزيع المياه ورسم الحدود طالما أن كل ذلك يتم في سياق كوسوفو المستقلة التي ستعترف بها صربيا.
سيقول الكثيرون إنه بغض النظر عن مدى قوة هذه الحجة ، فإن صربيا لن تتبناها أبدًا. حسنًا ، قد يكون هذا جيدًا في الوقت الحالي، لكنني أتحدى أي شخص صربي ليريني كيف ستتغير ديناميكية الصراع لتقديم بديل واقعي جديد يمكن أن تقبله كوسوفو دون الاعتراف باستقلالها ؟
حان الوقت لإنهاء هذا الصراع المؤلم الذي لا يفعل شيئًا سوى تعميق الانقسام بين البلدين بلا داعٍ. بدلاً من ذلك ، يجب أن يعيش كلا الشعبين وينموان ويزدهران كجيران طيبين في سلام ، مما يسمح للجيل القادم من الصرب والكوسوفيين بالازدهار معًا وترك الفصل القبيح من تجربة والديهم وراءهم.